الساركوما .. الأسباب والعلاج
تعتبر الساركوما من أنواع السرطانات النادرة التي تصيب مناطق مختلفة في الجسم، مثل العظام والأنسجة الرخوة التي تربط أجزاء الجسم ببعضها البعض مثل العضلات والأوتار والدهون والأوعية الدموية (وتسمى أيضًا الأنسجة الضامة).
تمثل الساركوما 1% من إجمالي نسبة السرطانات بين البالغين، بينما تمثل 15%-20% من إجمالي نسبة السرطانات بين الأطفال لتكون بذلك أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الأطفال.
يمكن أن ينتج الساركوما عن العديد من العوامل أبرزها الإصابة بمتلازمات وراثية معينة تزيد من احتمالية الإصابة بها، ويختلف علاج سرطان الساركوما حسب موضعه بالجسم وحجم الورم.
في هذا المقال، سنتعرف أكثر على سرطان الساركوما وأسبابه وأعراضه وأنواعه وكيف يساعد الفحص الجيني في الكشف عنه مبكرًا من أجل الوقاية أو تغيير خطة العلاج للمصابين بسرطان الساركوما.
ما هو سرطان الساركوما؟
يشير مصطلح الساركوما لمجموعة من الأورام السرطانية التي تصيب مناطق مختلفة في الجسم، أبرزها العظام، والأنسجة الرخوة التي تربط أجزاء الجسم ببعضها البعض مثل:
- الأعصاب
- الأوعية الدموية
- العضلات
- الأوتار
- الأنسجة التي تربط بين العظام والغضاريف
- الصدر والذراعين والكتفين ومعصم اليد والبطن
لكن من أكثر المناطق التي يظهر بها سرطان الساركوما الساق، والقدم وعرقوب القدم.
تمثل نسبة الإصابة بالساركوما من جميع السرطانات التي تصيب البالغين 1% فقط، بينما يمثل 15%-20% من نسبة السرطانات التي تصيب الأطفال.
ما أسباب سرطان الساركوما؟
تحدث الإصابة بسرطان الساركوما بسبب عدة عوامل أبرزها:
1. أسباب وراثية
تعتبر العوامل الوراثية من أبرز أسباب الإصابة بسرطان الساركوما، حيث وجد أن 1 من كل 14 مصاب بسرطان الساركوما على الأقل ناتج عن طفرات جينية من أهمها الطفرات بجين APC، وجين RB1، وجين TP53 وجين BLM وغيرها التي تؤدي للإصابة بمتلازمات وراثية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الساركوما مثل:
- متلازمة غاردنر
- متلازمة ويرنر
- مرض فون هيبل لينداو (وهو أحد الأمراض الوراثية النادرة التي تسبب نمو أورام سرطانية أو حميدة)
- متلازمة غورلين
- التصلب الحدبي
- متلازمة لي-فرومني (وهو اضطراب وراثي يزيد من احتمالية الإصابة بأي نوع سرطان)
- الورم الأرومي الشبكي
- الورم العصبي الليفي من النوع الأول
2. التعرض للإشعاعات مثل الجرعات العالية من العلاج الإشعاعي لعلاج نوع آخر من السرطان.
3. التعرض للمواد الكيميائية مثل المواد المستخدمة في تصنيع البلاستيك.
ما هي أعراض سرطان الساركوما؟
تختلف أعراض سرطان الساركوما حسب منظقة الإصابة. فمثلاً بعض أنواع سرطان الساركوما لا تظهر أعراضها مبكرًا، والبعض الآخر قد يسبب ورمًا تحت الجلد بدون ألم وأنواع أخرى لا يشعر فيها المريض بالألم إلا بعد أن ينمو الورم بشكل خطير وينتشر مسببًا ضرر كبير لمنطقة الإصابة.
ولكن بشكل عام يعتبر من أكثر أعراض سرطان الساركوما شيوعًا ما يلي:
1. ألم العظام
2. ألم البطن ناتج عن تورمها
3. فقدان الوزن
4. ورم أسفل الجلد غير مؤلم ويزداد حجمه بمرور الوقت
5. ورم بالقرب من الرئتين يسبب السعال أو ضيق التنفس
6. صعوبة تحريك الذراع أو الساق
إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، فيجب عليك استشارة الطبيب لأن أعراضه تتشابه مع أمراض أخرى غير سرطانية. فمثلاً قد يكون الورم الموجود أسفل الجلد مجرد ورم دهني أو سوائل موجودة أسفل الجلد.
ما أنواع سرطان الساركوما؟
تتعدد أنواع سرطان الساركوما أو سرطان الأنسجة الرخوة حسب منطقة الإصابة بالجسم، وتتفرع منها أنواع أخرى معروف منها 70 نوعًا وتشمل:
1. ساركوما العضلات الملساء leiomyosarcoma
2. الساركوما العظمية Osteosarcoma (أكثر أنواع سرطان العظام انتشارًا)
3. ساركوما شحمية liposarcoma (تصيب الخلايا الدهنية بالجسم)
4. الساركوما الوعائية angiosarcoma (تصيب خلايا الدم وبطانة الأوعية الدموية)
5. ورم اللحمة المعدية المعوية gastrointestinal stromal tumors (يصيب المعدة والأمعاء الدقيقة والأنسجة الضامة الداعمة لمكونات الجهاز الهضمي)
كيف تعرف أنك مصاب بسرطان الساركوما؟
إذا ظهرت عليك أعراض قد تشير لاحتمالية إصابتك بالساركوما فقد يطلب منك الطبيب بعض الفحوصات لتأكيد الحالة، مثل:
1. الأشعة السينية
تعتبر أول فحص يطلبه الطبيب لسرعته ودقته وقد يطلب فيما بعد أشعة مقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي للتأكد أكثر من حالة الأنسجة الرخوة.
2. الخزعة
وهي عبارة عن الحصول على عينة من النسيج المشتبه بإصابته بسرطان الساركوما من خلال الجراحة أو إبرة بسيطة تحت الجلد، من أجل فحصه بالمختبر للتأكد مما إذا كان هناك خلايا سرطانية أو لا.
3. الفحص الجيني
يساعد الفحص الجيني بشكل كبير في معرفة التغيرات الموجودة بالكروموسومات والجينات التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان وتحددها بدقة لتساعد الطبيب في اختيار العلاج المناسب للحالة سواء العلاج الجيني أو العلاج الموجه وغيره من الطرق العلاجية.
يساعد الفحص الجيني أيضًا في الكشف المبكر عن سرطان الساركوما من أجل تقديم التوصيات اللازمة بالوقاية منه.
هل يمكن الشفاء من سرطان الساركوما؟
يختلف علاج سرطان الساركوما حسب عدة عوامل:
1. نوع سرطان الساركوما
2. مكان وحجم الورم
3. الحالة الصحية للمريض
وبناءً على ذلك، قد يلجأ الطبيب إلى أحد الطرق العلاجية التالية:
1. الجراحة
يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإزالة الورم بالكامل إذا تم تشخيص سرطان الساركوما مبكرًا وقد يصل الأمر إلى بتر الساق أو الذراع المصابة بسرطان الساركوما، ولكن يحاول الأطباء تجنب هذا الأمر قدر الإمكان والمحافظة على الأعضاء.
قد تسبب الجراحة بعض المضاعفات بالأعضاء والأعصاب التي تمت فيها الجراحة القابلة للعلاج فيما بعد إذا تطلب الأمر، مثل استبدال العظام أو تركيب شرائح معدنية لإعادة بناء المفاصل.
2. العلاج الإشعاعي
قد تتطلب بعض أنواع الساركوما العلاج الإشعاعي قبل أو بعد الجراحة لزيادة فرص الشفاء. وقد يكون الحل الوحيد لتخفيف أعراض الساركوما ووقف انتشارها في حالة استحالة الجراحة.
يسبب العلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية، مثل:
- التهاب الجلد
- التعب والإرهاق
- فقدان الشعر
ولتخفيف تلك الأعراض وتحقيق استفادة أكبر من العلاج الإشعاعي، اتجه الأطباء إلى تقليل عدد جلسات العلاج الإشعاعي مع زيادة الجرعة لتخفيف أعراضه الجانبية وزيادة فعالية العلاج.
3. العلاج الكيميائي
يمكن استخدام العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليل حجم الورم وتسهيل عملية استئصاله. قد يلجأ الطبيب أيضًا لاستخدامه مع العلاج الإشعاعي في بعض الحالات التي لا تجدي معها الجراحة.
4. العلاج المناعي
عند الإصابة بالسرطان تنتج الخلايا السرطانية بروتينات أو مواد تمنع الجهاز المناعي من محاربتها، لذلك قد يتطلب الأمر التدخل بأدوية علاج المناعة لمساعدته على محاربة الخلايا السرطانية.
5. العلاج الموجه للسرطان
قد يكون العلاج الموجه للسرطان فعالاً مع بعض حالات سرطان الساركوما، حيث يعمل على استهداف الخلايا السرطانية بالأدوية للقضاء عليها ووقف انتشارها.
وختامًا، يتوقف اختيار العلاج المناسب لمريض سرطان الساركوما على تركيبته الجينية لذلك يساعد إجراء الفحص الجيني الشامل للسرطان في الكشف عن سرطان الساركوما وغيره من أنواع السرطان مبكرًا من خلال فحص أكثر من 100 جين قد تؤدي التغيرات فيها لزيادة فرص الإصابة بأي نوع من السرطان من أجل مساعدة الطبيب في اختيار العلاج المناسب.
إذا كان لديك أحد الأقارب مصابًا بسرطان الساركوما أو أي نوع آخر من السرطان أو لديك طفل مصاب بسرطان الساركوما، فالفحص الجيني ضروري في هذه الحالة للوقاية منه وعلاجه مبكرًا من أجل حياة أكثر صحة.