Breast cancer and breastfeeding

صحة الأم والطفل .. سرطان الثدي وتأثيره على الرضاعة الطبيعية

يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء والسبب الخامس للوفاة على مستوى العالم ليتفوق بذلك على سرطان الرئة. لا تقتصر الإصابة بسرطان الثدي على النساء فقط، بل يصيب الرجال أيضًا بنسبة 0.5 - 1% ويختلف العلاج حسب مدى تقدم سرطان الثدي. 

تزداد فرص إصابة النساء بسرطان الثدي عادةً بعد سن 50 عامًا، ولكن ماذا لو حدثت الإصابة في سن صغير؟ هل ستتأثر قدرة النساء على الإنجاب والرضاعة؟ وهل هناك مضاعفات أخرى محتملة من علاجات سرطان الثدي؟

سنقدم لكِ في هذا المقال إجابات عن جميع أسئلتك حول سرطان الثدي وأسبابه وطرق علاجه وتأثيره على القدرة على الإنجاب والرضاعة وطرق الكشف المبكر عنه.

كيف تكون بداية سرطان الثدي؟

يحدث سرطان الثدي بسبب نمو خلايا الثدي بطريقة غير طبيعية ولا يمكن التحكم فيها مكونة أورام، ويبدأ عادةً في الخلايا الموجودة بالغدد المنتجة للحليب والقنوات الناقلة له وقد تنتشر خلايا سرطان الثدي فيما بعد من الثدي في أي جزء من أجزاء الجسم عن طريق العقد اللمفاوية والأوعية الدموية.

أنواع سرطان الثدي

يمكن تقسيم أنواع سرطان الثدي إلى أنواع رئيسية تتفرع منها عدة أنواع أخرى كما يلي:

سرطان الثدي الغازي

يرجع سبب تسمية سرطان الثدي الغازي بهذا الاسم إلى انتشار خلايا سرطان الثدي في أجزاء أخرى من الثدي غير الأجزاء الذي بدأ فيها ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، وتشمل أنواعه الفرعية:


 سرطان القنوات الجائر

وهو أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء ويشكل 70-80% من إجمالي حالات الإصابة بسرطان الثدي. وعُرف بسرطان القنوات، لأنه يبدأ في القنوات الناقلة للحليب إلى حلمة الثدي ثم ينتشر في جميع أجزاء الجسم.

السرطان الفصيصي الغزوي

وهو ثاني أكثر أنواع سرطان الثدي انتشارًا ويشكل 5-10% من إجمالي حالات الإصابة بسرطان الثدي. وعُرف بالسرطان الفصيصي، لأنه يبدأ في الغدد (الفصوص) المنتجة للحليب وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

سرطان الثدي الالتهابي

قد يحدث في الغدد المنتجة للحليب والقنوات الناقلة للحليب وينتشر بشكل أسرع من الأنواع الأخرى من سرطان الثدي ولكنه يعتبر نوعًا نادرًا من أنواع سرطان الثدي.

غالبًا ما يتم تشخيص هذا النوع بطريقة خاطئة على أنه مجرد التهاب في الثدي ويظهر في شكل تورم واحمرار بجلد الثدي إلا أنه يظهر في مراحله الأخيرة لذلك تنخفض فرص التعافي في هذا النوع من سرطان الثدي.

مرض باجيت بالثدي

وهو نوع نادر جدًا يحدث في منطقة حلمة الثدي في جلد الحلمة والهالة المحيطة بها، ويصيب 1 من كل 4 نساء.

الساركوما الوعائية

ويحدث في الأوعية اللمفاوية أو الأوعية الدموية بالثدي، وتزداد فرص الإصابة به بين النساء الأكبر من 70 عامًا.

ورم فلوديس

ويحدث في الأنسجة الضامة بالثدي، ويصيب النساء عادةً في عمر 40 ويكون غالبًا ورم حميد و25% فقط من حالات الإصابة بهذا النوع تكون ورمًا خبيثًا. تزداد فرص الإصابة بهذا النوع من سرطان الثدي أيضًا لدى النساء المصابات بمتلازمة لي فروميني.

سرطان الثدي غير الغازي

 وفي هذا النوع تقتصر خلايا سرطان الثدي على الأجزاء التي بدأ فيها فقط ولا تنتشر في أي جزء من أجزاء الجسم، ومن أنواعه:

سرطان القنوات الموضعي

ويقتصر هذا النوع من سرطان الثدي في القنوات الناقلة للحليب إلى الحلمة فقط ولا ينتشر بأجزاء الجسم الأخرى ويشكل 20% من إجمالي حالات الإصابة بسرطان الثدي.
السرطان الفصيصي الموضعي
يصيب هذا النوع الغدد المنتجة للحليب بالثدي دون أن ينتشر في أي جزء من الجسم ولكنه قد يتطور لأي نوع من أنواع سرطان الثدي الغازي.

أعراض سرطان الثدي

من أبرز أعراض سرطان الثدي ما يلي:

1. تغير حجم أوشكل الثدي
2. ورم أو كتلة سميكة بالثدي أو بالقرب منه أو بمنطقة أسفل الذراعين
3. ظهور قشور أو التهابات في جلد الثدي أو حلمة الثدي واحمرارها
4. خروج إفرازات شفافة أو مصحوبة بدم من حلمة الثدي

هذه الأعراض لا تعني دائمًا أنكِ مصابة بسرطان الثدي لذلك من الضروري المتابعة مع الطبيب للتأكد وإجراء الفحوصات الدورية

أسباب الإصابة بسرطان الثدي

لا توجد أسباب محددة للإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي أبرزها:

السن

تزداد فرص الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد عمر 50 ولكن يمكن أن تحدث الإصابة بأي عمر.

الجنس

يعتبر النساء أكثر الفئات عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

 عوامل وراثية

يرجع سبب 5-10% من حالات سرطان الثدي لعوامل وراثية سواء وجود أقارب مصابين بسرطان الثدي (الأم، أو الأخوة، وغيرهم من أقارب الدرجة الأولى) أو وجود طفرات جينية من أهمها جين BRCA1 و BRCA2. وتزيد أيضًا بعض المتلازمات الوراثية من فرص الإصابة بسرطان الثدي مثل:

- متلازمة لي فورميني

- متلازمة كاودن

- متلازمة بوتر جيغرز

- سرطان المعدة الوراثي المنتشر

 العلاج الإشعاعي، وخاصةً إن كان بالرأس أو الرقبة أو الصدر.

العلاج الهرموني التعويضي، وهو علاج للأعراض التي تظهر على المرأة بعد سن انقطاع الحيض.

 بالإضافة إلى التدخين والسمنة.

علاج سرطان الثدي

من أبرز علاجات سرطان الثدي ما يلي:

الجراحة

قد يلجأ الطبيب إلى إزالة الورم فقط من الثدي مع جزء صغير من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم أو إزالة الثدي بالكامل.

 العلاج الكيميائي

يمكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاج الكيميائي قبل إجراء جراحة استئصال الورم من الثدي لتقليل حجم الورم، وقد يتطلب الأمر حصولك على جرعات علاج كيميائي بعد الجراحة أيضًا للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.

ولكن إذا انتشر سرطان الثدي في الجسم بأكمله، ففي هذه الحالة سيكون العلاج الكيميائي هو العلاج الأساسي.

العلاج الهرموني

تنمو خلايا سرطان الثدي من خلال هرمون الاستروجين والبروجسترون، لذلك قد يلجأ الطبيب إلى استخدام العلاج الهرموني لتقليل مستويات هرمون الاستروجين للسيطرة على الورم الموجود في أنحاء الجسم المختلفة قبل الجراحة

ويمكن الاستمرار عليه بعد الجراحة أيضًا للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية وتقليل فرص تكرار الإصابة بسرطان الثدي.

هناك طرق علاجية أخرى، مثل العلاج المناعي، والعلاج الموجه للسرطان، والعلاج الإشعاعي

هل يمكن أن يظهر سرطان الثدي أثناء الحمل؟

نادرًا ما تحدث الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل، حيث يمكن أن تصاب 1 من كل 3000 امرأة حامل بسرطان الثدي.

الحمل بعد الإصابة بسرطان الثدي

بعض علاجات سرطان الثدي قد تسبب مضاعفات تؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب، مثل العلاج الكيميائي الذي يؤثر على المبايض مما يؤدي إلى تأخر الإنجاب أو العقم.

 الحمل والرضاعة وفرص عودة الإصابة بسرطان الثدي

لا توجد أدلة كافية على ارتباط الحمل أو الرضاعة الطبيعية بزيادة فرص عودة الإصابة بسرطان الثدي، ولكن قد يؤدي ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين أثناء الحمل إلى عودة سرطان الثدي.

أثبتت الدراسات أيضًا أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4.3%


تأثير علاج سرطان الثدي على الجنين

يمكن أن يتأثر نمو الجنين بعلاجات سرطان الثدي، لذا الأفضل استشارة الطبيب أولاً قبل الحمل وتأجيله إلى ما بعد إتمام العلاج.

تأثير سرطان الثدي على الرضاعة الطبيعية

بعض النساء لا يمكنهن إرضاع أطفالهن بعد الإصابة بسرطان الثدي نتيجة استئصال الثدي المصاب جراحيًا أو الحصول على العلاج الإشعاعي الذي يؤثر على إنتاج حليب الثدي مما يجعل الرضاعة مؤلمة للأم وصعبة على الطفل.

ولكن إذا كنتِ مستمرة في الحصول على علاج سرطان الثدي، فالأفضل استشارة الطبيب أولاً لأن بعض العلاجات قد تختلط بحليب الثدي مما يسبب مضاعفات للطفل.


أهمية الفحص الجيني في تشخيص سرطان الثدي 

تنصح الجمعية الأمريكية للسرطان بضرورة إجراء النساء فحوصات دورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتشمل هذه الفحوصات:

أشعة الموجات فوق الصوتية

الماموغرام، للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية بالثدي وتعتبر من أكثر وسائل التشخيص استخدامًا.

الخزعة، وهي عبارة عن عينة من خلايا الثدي يتم فحصها للتأكد مما إذا كانت سرطانية أو لا.

 الفحص الجيني
يساعد الفحص الجيني في الكشف عن الطفرات الجينية المسببة لسرطان الثدي وتحديد نوعها من أجل الوقاية مبكرًا من سرطان الثدي وتحديد العلاج المناسب للتركيبة الجينية للمصابين بسرطان الثدي وتجنب مضاعفات العلاجات الأخرى.

توصي الجمعية الأمريكية للسرطان أيضًا بضرورة إجراء الفحص الجيني في الحالات التالية:

- وجود أكثر من قريب مصاب بسرطان الثدي بعمر صغير سواء نساء أو رجال
- وجود أقارب مصابين بطفرات بجين BRCA أو أي طفرات وراثية أخرى
- وجود أقارب مصابين بسرطان المبيض أو سرطان البنكرياس أو سرطان البروستاتا المتقدم
- التشخيص بالإصابة بسرطان المبيض أو سرطان البنكرياس أو سرطان البروستاتا المتقدم إذا كان رجلاً

تساعد الاستشارة أيضًا مع أخصائي وراثة في تحديد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وترشيح الفحص الجيني المناسب لك، وتقديم التوصيات اللازمة بعد ظهور نتيجة الفحص.

وختامًا، قد ينتج سرطان الثدي عن أسباب وراثية أو بيئية، لذلك من الضروري إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وخاصةً الفحص الجيني إن كان هناك أقارب مصابين بالسرطان أو أي نوع آخر من السرطان.

من الضروري أيضًا معرفة البدائل المتاحة للرضاعة الطبيعية من أجل حياة أكثر صحة للأم والطفل.

العودة إلى المدونة

اترك تعليقا

يرجى ملاحظة أن التعليقات تحتاج إلى الموافقة قبل نشرها.